شركة آي بي إم (IBM) تصمم جزيئاً يكبح أي فيروس بشري !
جزء من صعوبة التعامل مع الفيروسات مثل الإيبولا وزيكا؛ هو أنها جميعها مختلفة جداً عن بعضها، وكلُ واحدٍ منها يمكن أن يتحور بشكل منتظم ليعطي سلالات مختلفة من نفس الفيروس.
ولمعالجة ذلك، انكب العلماء على دراسة الخصائص المشتركة من الفيروسات التي يمكن أن تستخدم لتطوير لقاح قادر على محاربة أي عدوى أو فيروس، والباحثون في IBM يقولون انهم اقتربوا من ذلك جداً !
شيء رائع للغاية، جزيء ضخم (macromolecule) يتكون من وحدات أصغر، يتم الآن تطويره ليكون قادراً على منع أنواع متعددة من الفيروسات، رغم اختلافها.
صحيح أن الجزيء لا يزال في أيامه الأولى، لكن النتائج الأولية قد تؤدي إلى تطوير أدوية لا يتم خداعها من قبل سلالات الفيروسات المتحورة، كما الحال الآن مع أغلب اللقاحات والأدوية الفيروسية.
ويأمل العلماء من شركة التكنولوجيا العملاقة IBM ومعهد الهندسة الحيوية وتقنية النانو في سنغافورة، أن يتغلبوا بهذا الجزيء الجديد على مشكلة الطفرات المستمرة عند الفيروسات بتجاهل تام لاستهداف الحمض النووي للفيروسات.
إن الجزيء الجديد يعمل على النحو المنشود، فقد عمل على تعطيل القدرة الفيروسية لإصابة الخلايا السليمة !إذ عمد فريق البحث إلى تجريب بروتينات سكرية (glycoproteins)، وهي جزيئات كبيرة قادرة على الارتباط بالجزء الخارجي لأي فيروس، وقادرة على إغلاق خلايا الجسم أمام الفيروسات- العملية التي قد تشكل وقاية لنا في الواقع من أي فيروس!
إذ أن الجزيء الجديد يجذب الفيروسات ومن ثم ترتبط هذه البروتينات السكرية بالفيروس، وتعمل على تحييد مستويات الحموضة وجعلها أقل قدرة على القيام بعملية التكرار، وللجزيء طريقة أخرى للهجوم أيضاً عن طريق مركب يسمى سكر المانّوز (mannose)، هذه المركبات تعلق نفسها بالخلايا المناعية السليمة، وتوجها بالقرب من الفيروسات، ما يكافح العدوى بشكل أسرع.
واستناداً إلى التجارب التي يقوم بها الفريق البحثي على فيروسات مثل الايبولا وحمى الضنك، فإن الجزيء الجديد يعمل على النحو المنشود :) فقد عمل على تعطيل القدرة الفيروسية لاصابة الخلايا السليمة، في حين قام المانوز أيضاً بإيقاف الفيروسات من إصابة الخلايا المناعية السليمة.
على المدى القصير، فإن الباحثين يعتقدون أن الجزيئات يمكن أن تستخدم في مناديل مضادة للفيروسات أو في المطهرات، ومع مزيد من الأبحاث يمكننا أن نرى مطاعيم قادرة على حمايتنا ضد مجموعة كاملة من الفيروسات!
أوضح قائد فريق البحث جيمس هدريك من أبحاث (آي بي إم):
"إنها تقريبا مهمة شاقة تصميم علاج لأي فيروس"، لكن الآن يمكننا منافسة الفيروس بالوصول الى الخلايا السليمة ومنع العدوى.
نشرت نتائج البحث في مجلة (the journal Macromolecules).