لماذا نرتدي ملابس قاتمة في فصل الشتاء وملابس بيضاء أو فاتحة في فصل الصيف ؟

لماذا نرتدي ملابس قاتمة في فصل الشتاء وملابس بيضاء أو فاتحة في فصل الصيف ؟

عزيزي القارئ؛ بداية مقالنا هذا يتحدث عن علاقة اللون بالملابس والحرارة، وذلك بغض النظر عن نوعية النسيج المُكَّوِن للملابس سواء أكان قطنياً أم صوفياً أم صناعياً والذي يلعب دوراً كبيراً بالتأكيد في الحفاظ على الحرارة أو فقدانها، وسنشرح في هذا المقال تأثير اللون فقط على هذا الموضوع، وكنا قد تحدثنا في مقال سابق عن مكونات الشعاع الشمسي وأجبنا عن سؤال لماذا نرتدي ملابس بيضاء في فصل الصيف أو فاتحة ، وقلنا أن الشمس تشع كميات هائلة من الطاقة تبثها على شكل موجات تسمى الشعاع الشمسي (solar radiation)، هذا الشعاع يمثل الضوء والطاقة معاً القادمة من الشمس، وميزنا ثلاثة أقسام للشعاع الشمسي ؛ وهي الضوء المرئي، والأشعة فوق البنفسجية (U.V)، والأشعة تحت الحمراء (I.R).
وبما أن الشعاع الشمسي مكون من أمواج كهرمغناطيسية بأطوال موجة مختلفة فإن لها أيضاً ترددات مختلفة تتراوح بين منخفضة ومرتفعة، فالأمواج ذات التردد المنخفض تحمل طاقة منخفضة وتكون بطول موجة أكبر، والعكس صحيح؛ فالأمواج ذات التردد المرتفع تحمل طاقة أكبر وتكون بطول موجة أقصر.

وما علاقة ذلك بالألوان الداكنة والفاتحة ؟

كل لون من ألوان الملابس يمتص طول الموجة الموافق له ويعكس الباقي، وتتحول هذه الطاقة الممتصة إلى حرارة، وفي حالة الملابس ذات الألوان الفاتحة أو البيضاء؛ فإنها تمتص فقط طول الموجة الموافق لها ويكون شعاع طاقته منخفضة، فتكون الحرارة التي يمتصها اللون الفاتح أقل، وما تبقى من الشعاع الشمسي تقوم بعكسه وتشتيته، أما اللون الأبيض فإنه يعكس الشعاع الشمسي بالكامل لذلك هو أكثر الألوان ملاءمةً للإرتداء في فصل الصيف.
أما في الملابس ذات الألوان القاتمة أو الداكنة فإنها تمتص طول الموجة الموافقة لها من الشعاع الشمسي ويكون محملاً بطاقة أكبر، وبالتالي تمتص طاقة وحرارة أكبر.
على سبيل المثال الرداء ذي اللون البني يمتص طول موجة أقصر، وبالتالي يمتص طاقة أكبر، فتكون الحرارة التي يكسبها أكبر، بغض النظر عن نوع القماش، ويزداد امتصاص اللون للشعاع الشمسي كلما اقترب من الاسود، أما اللون الأسود فإنه يمتص الشعاع الشمسي بالكامل ولايعكس منه شيئاً يذكر، لذلك فإنه يمتص كامل الطاقة الحرارية التي يحملها الشعاع الشمسي، ويكون الخيار الأمثل لارتدائه شتاءً !

المصادر

  1. study.com
  2. physlink.com
  3. wikipedia.org
  4. britannica.com



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-