الطريق إلى نوبل يبدأ من ذرة الليثيوم!
في عامِ 1951م تم تكريم كلاً من عالم الفيزياء البريطاني "جون كوكروفت" وعالمُ الفيزياءِ الإيرلندي "إرنست والتون" بجائزة نوبِل للفيزياءِ، مشاركةً، وذلك لأبحاثِهِما الرائدة على الذرّة وتحديداً في مجال تغييرالنواة الذرَّية بواسطةِ تصويبِ جسيماتِ أوليةِ معجّلةِ عليها.لكن مايجهله البعضُ أن سبب هذا التكريم يعودُ إلى ما يُقارِب 84 عاماً تقريباً وتحديداً في 28 أبريل/نيسان 1932م، حينها أعلنَ كلٌّ من "جون كوكروفت" و "إرنست والتون" نجاحَهما في تقسيمِ نواةِ الذَّرةِ، حيثُ قسَّمَت تجربَتَهُم النَّواةَ في مركزِ ذَّرة الليثيوم باستخدامِ نفقِ ميكانيكا الكمّ، أو ما يعرف بالنَّفقِ الكموميَّ، وتمكَّنُوا من تحويلِ اللَّيثيوم (Li) إلى الهيليوم (He) وغيرِها من العناصرِ!
ونفقِ ميكانيكا الكمَّ أو النَّفقِ الكموميَّ في الفيزياءِ؛ هو ظاهرةُ تخلُّلٍ أو اجتيازِ جسيمٍ أوَّليًّ لحاجزٍ جهديًّ طبقاً لميكانيكا الكمَّ، في حينِ أنَّ الميكانيكا التَّقليديةَ لا تسمحُ لهُ بالنَّفاذِ حيثُ أنَّ طاقتَهُ أقلُّ مِن طاقةِ الوضعِ في الحاجزِ.
وتلعبُ ظاهرةُ تخلُّلِ الحواجزِ الكموميَّة دوراً رئيسيَّاً في بعضِ الظَّواهرِ الطَّبيعيَّة مثل النَّشاطِ الإشعاعيَّ وتحلَّلُ بيتا وتحلَّلُ ألفا، ويعودُ ذلِكَ إلى الطَّبيعة المُزدوجَةِ لبعضِ الجُسيماتِ.
وتُستغَلُّ عمليَّاً في أجهزةِ ديود نفقي ومجهرِ المسحِ النَّفقيّ، ويعودُ تصوُّرُ التَّخلُّلِ النفقيَّ للجسيماتِ إلى أوائلِ القرنِ العِشرين، إلا أن قُبولَها وإثباتَهَا لَم يتحقَّق إلى أواسطِ القرنِ، بعدَ نُضُوجِ ميكانيكا الكمَّ.