اختفاء خمسة من جزر سليمان بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر !
جميعنا بات يعلم أن التغير المناخي يحصل عبر العالم، ولكن نادراً ما نرى آثاره، بالمقابل، فإن أغلب التقارير تميل لكشف الأحداث المستقبلية من قبل أن تحدث، أملاً في إعطاء الباحثين الوقت الكافي من أجل الاستعداد أو التخفيف من الأضرار القادمة.
لكن الأمر ليس كما هو في المحيط الهادئ، فقد نوه الباحثون الأستراليون مؤخراً إلى أن خمسة من "جزر سليمان" قد اختفت وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
نعم، فالأمر كما لو أنه فيلم تلفاز كارثي، خمس جزر ابتُلِعت من قِبَل البحر، والباحثون قالوا أن التغير المناخي هو السبب.
ووفقاً للدراسة التي كان يقودها باحثون من جامعة "كوينزلاند"، فإن خمسة من الجزر المرجانية النباتية غاصت بشكل كامل تحت الماء، بينما ستة أُخر قد حتت سواحلها بشكل شبه كامل.
خمس جُزُر ابتُلِعت من قِبَل البحر، والباحثون قالوا أن التغير المناخي هو السبب !
ومما زاد الطين بلة، أن واحدة من تلك الجزر الستة قد اجتيحت عشرة من منازلها من شواطئها وباتجاه البحر، وأخبر الفريق الصحافة:
"إحدى عشر جزيرة على الأقل محاذية لجزر سليمان الشمالية، إما اختفت بشكل كامل في العقود الأخيرة، أو أنها تتعرض حالياً لحت شديد."،"انحسار خط الشاطئ في موقعين تسبب بتدمير القرى التي كانت الموجودة منذ عام 1935 على الأقل، مؤدياً إلى الترحيل الجماعي."
الفريق استطاع أن يقيس الارتفاع الذي وصلت إليه مستويات سطح البحر في جزر سليمان عن طريق تحليل الصور الجوية والفضائية على مدى الفترة من 1947 إلى 2014 ، جنباً إلى جنب مع التقارير التاريخية والمحلية.
وبحسب تقرير AFP فخلال هذه الفترة أبقى الفريق المراقبة على 33 جزيرة، ووجدوا أن المنطقة هي النقطة الساخنة لمستوى سطح البحر التي ترتفع تقريباً أعلى بثلاث مرات من المعدل العالمي.
علاوة على ارتفاع منسوب مياه البحر، فقد أظهرت الدراسة أن المنطقة متأثرة بالطاقات الموجية العالية والتي تعمل معاً على حت وتخريب خطوط الساحل.
بينما موجات المد هذه قد تسببت بكمية صغيرة من التدمير لحد الآن في المجتمعات المحلية، فإنها إشارة واضحة على أن التغير المناخي بإمكانه الإجبار على الترحيل القسري في المستقبل القريب، وهي قضية أخذت مكانها بالفعل وظهرت في أماكن أخرى من العالم.
وعلى الرغم من النتائج، فإن الفريق لا يقدم حلولاً للمشكلة، وبدلاً من ذلك فقد قالوا أن تقنياتهم قد تكون مفيدة لمراقبة خطوط السواحل الأخرى في المستقبل.
وبشكل أساسي فقد زعموا أن ما يجري حالياً في جزر سليمان يجب أن يقف كرسالة شؤم حول آثار ارتفاع منسوب مياه البحر، وخاصة بالنسبة للسكان الذين يعيشون في المناطق الساحلية. وبالنظر إلى أن معظم المدن الكبرى تقع بالقرب من المياه، فهي ليست تماماً علامة جيدة.
تم نشر التقريرفي (Environmental Research Letters)