كيف تؤثِّر وسائل التواصل على العلاقات الاجتماعية؟
هل باتت وسائل التواصل الاجتماعي تهدد خصوصية العائلة ومكانتها ؟ وهل لها تأثير سلبي أم إيجابي على العلاقات العائلية ؟ تعرفوا على الإجابة في هذه السطور القادمة
إنّ العائلة كمفهومٍ هي المكان الدافئ الذي يجتمع فيه الأفراد يتشاركون مشاكلهم وحلولهم لتلك المشاكل مدركين استمتاعهم بهذه الخصوصية، غير أن هذه المساحة العاطفية الخاصة قد تقلصت مع تقدم التكنولوجيا.
اليوم وفي عهد وسائل التواصل الاجتماعي؛ معظم العلاقات الاجتماعية في كثيرٍ من العائلات قد تغيرت، منذ ذلك الحين أثَّرت وسائل الاتصالات الاجتماعية في عدد العلاقات وأحياناً بطرق سلبية.
ومن وجهة نظر متفائلة حصل المراهقونَ والوالدانِ على أداة تواصلٍ متينةٍ ، في حين كانت قدرة الاتصال على مستوى الفرد صعبة لكليهما (المراهقين والوالدين) خلال ما يعرف بفترة اضطراب المراهقة، ولكن هناك وجهٌ آخر للعملة!
نحو 30% من الأفراد يستخدمون جميع أنواع الأجهزة الحديثة وتشمل الأجهزة الخلوية واللوحية وما إلى ذلك، للتحدث مع من يحبون من خلال خدمات التواصل الاجتماعي بدلاً من التحدث إليهم وجهاً لوجه.
أقرَّ واحدٌ من كل خمسة أشخاص بأنهم يتفقدون حالة الاتصال لأفراد العائلة لمعرفة ما يفعلون دون سؤالهم بشكل مباشر بالرغم من أنهم قد يكونوا يجلسون بالغرفة المجاورة.
علاوةً على ذلك، أظهرت نتائج دراسة عن تأثير وسائل الاتصالات على العائلة؛ أنّ الشباب الذين أعمارهم تتراوح بين الثامنة إلى الثامنة عشر يميلون لتمضية حوالي سبع ساعات مستخدمين وسائل التسلية، بمعدل 50 ساعة لكل أسبوع تقريباً، وهذا يعني أنهم وخلال هذا الوقت لا يمضون أوقاتهم مع العائلة أو يصبحون متورطين في علاقات عاطفية.
ومثل هذا النوع من الحياة يصرف انتباههم عن كسبهم لوزن إضافي وعن تطور الصعوبات في تأسيس علاقات شخصية داخلية، كالعلاقات مع الوالدين والأقارب وأعضاء أخرون من العائلة.تقترح الدراسة أن مثل هؤلاء الشباب غالباً مايميلون إلى الشرود الذهني خلال تعاملهم مع مجموعة من الأصدقاء أو العائلة.
وفوق ذلك ظهرت مشكلة أخرى بسبب الاتصال، وهي قلة الخصوصية ضمن العائلات، عندما يكون هناك صراعاً أو مشاكلاً منتظمةً أو حتى بعضَ الأحداث السعيدة فإن أحد الأزواج ( وأحياناً كليهما) وبين الفينة والأخرى يُلصق إعلاناً عبر الفيسبوك أو يشارك هذه المعلومات بطريقة أو بأخرى.وهذا يؤدي إلى كشف العلاقات والأسرار بالرغم من حساسيتها؛ وبالتالي واحدٌ من كلا الزوجين قد يُصاب بالإحباط بسبب كشف التفاصيل الوديةأو الخاصة لحياة العائلة، قد كُشفت لعددٍ كبير من أشخاصٍ غير معروفين! وهذا يقودنا إلى صراعاتٍ إضافية؛ من ناحيةٍ أخرى.. إظهار هذه الصراعات في وسائل الاتصالات يؤدي إلى خلق دائرةٍ من المشاكل لا نهاية لها.
قد تمتلك وسائل التواصل اللاجتماعي العديد من الخصائص المفيدة، ولكن فيما يتعلق بالعلاقات العائلية يجب أن تستخدم هذه الخدمات بحذر.
وبالعودة إلى دراسات مختلفة، يميل المراهقون الذين يستخدمون وسائل الاتصالات على نحوٍ واسع للاتصال بأفراد العائلة ولكن بشكل أقل من ذلك بكثير، وهم أيضاً قد يواجهون صعوبات ترتبط بالتكيف والاستحسان الاجتماعي، إضافةً إلى الوزن المفرط ومشاكل الاتصالات.
أيضاً قد تُستخدم وسائل الاتصالات من أفراد العائلة لمشاركة تفاصيل اللحظات الودية العائلية مع العامة، وهذا قد يكون محبطاً لأفراد العائلة، لذلك إذا أردتم مشاركة اللحظات العائلية الخاصة على حسابات التواصل فكروا قليلاً قبل القيام بذلك!