كيف أصبحت الكهرباء في تشيلي مجانية ؟
بعد انتشار خبر بلوغ أسعار الكهرباء في تشيلي خلال الفترة الأخيرة مستوى الصفر، وتزويد الكهرباء مجاناً للمستهلكين لفترة 113 يوماً، كيف صارت الكهرباء في تشيلي مجانية؟
في تشيلي، التي تقع في غربي أمريكا الجنوبية، تعمل محطات توليد طاقة كهربائية بواسطة الشمس ذات استطاعة عالية، وهي تقوم بتوليد كميات زائدة من الكهرباء، لدرجة أنّ هذا البلد، الذي يتمتع بعدد كبير من الأيام المشمسة، أصبح يقدم الكهرباء من دون مقابل للمستهلكين!
ففي مقال نشرته وكالة بلومبيرج (Bloomberg) المتخصصة في الشؤون الاقتصادية والمالية، وصفت ما يحدث في قطاع الطاقة في دولة تشيلي بـِ المعجزة الاقتصادية، حيث أشار المقال إلى أن أسعار الكهرباء في هذه الدولة بلغت في الفترة الأخيرة مستوى الصفر، وتم توزيع الكهرباء مجاناً للمستهلكين لمدة 113 يوماً خلال النصف الأول من هذا العام 2016م !
وبحسب تقرير نشره موقع (The Christian Science Monitor)، فإن صناعة الطاقة الشمسية في تشيلي لم تقتصر على توفير احتياجاتها من الكهرباء، ولكن أصبح هناك وفرة كبيرة في الطاقة الشمسية مقارنةً بالاستهلاك، وأن البلاد في طريقها لتحقيق رقم قياسي جديد بتوفير كهرباء لمواطنيها دون مقابل.
كيف يكون الكثير من الشيء الجيد أمراً سيئاً ؟
في تعليق غريب لمشغل الشبكة الكهربائية في تشيلي على ذلك، قال إن هذه المسألة تجلب الفرح والسرور لمستهلكي الطاقة، ولكنه خبر سيء للشركات المالكة لمحطات توليد الكهرباء، والتي تكافح للحصول على عائدات ولإيجاد تمويل لإجراء عمليات الصيانة والتجديد لهذه المحطات !كيف وصلت تشيلي إلى هذه المرحلة من الازدهار ؟
تعود أسباب هذه المعجزة إلى أن تشيلي شهدت في عهد الرئيس ميشيل باشيليت إزدهاراً صناعياً خلق حاجة كبيرة للطاقة، ما دفع قطاع الأعمال الخاص للاستثمار في صناعة الطاقة الشمسية وبناء 29 محطة شمسية، إلى جانب وضع خطة لتشييد 15 محطة أخرى.ولكن مع تراجع النمو الاقتصادي في تشيلي، التي تعد أغنى دولة في أميركا اللاتينية، ومع عدم وجود بنية تحتية تسمح بنقل أو تخزين الفائض، فإن ذلك أدى إلى إحداث فجوة بين العرض والطلب في قطاع الطاقة، ما انعكس سلباً على شركات الطاقة الشمسية وجعلها تضطر إلى توزيع الطاقة بالمجان، وهذا سيترجم إلى خسارة لابد من تخفيفها، وإذا لم يتم ذلك ستصبح الطاقة المتجددة استثماراً غير مستقر ومحفوفاً بالمخاطر.