وداعاً روزيتا ؛ وداعاً رشيد !
انتهت صباح الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2016؛ انتهت مهمة مركبة الفضاء رشيد (روزيتا)*، بعد أن قامت وكالة الفضاء الأوروبية (esa) بتوجيه المركبة الفضائية روزيتا لتصطدم بسطح المذنب تشوري/(67P).
وقال مدير مهمة روزيتا؛ العالِم باتريك مارتن: "أُصرِح انتهت عمليات البعثة".
وقد هبطت المركبة على سطح المذنب المعروف اختصاراً باسم تشوري/67P **؛ وبذلك تكون (esa) وضعت حداً لمهمة المركبة بعد حوالي 26 شهراً من دورانها حول المذنب.
وفي تعليقه على الحدث يقول د. عصام حجي (وهو عالم مصري شاب وأحد المشاركين في المهمة):
"وكالات الأنباء تنقل اللحظات الأخيرة لمركبة الفضاء رشيد ومجسها فيله؛ اللذان سيجتمعان معاً على سطح المذنب في خلال ساعات على بعد مئات ملايين الكيلومترات من الارض؛ المركبتان حملتا اسم مدن مصرية إلى أبعد حدود المجموعة الشمسية".
دكتور فلودك كفمان؛ رئيس الفريق العلمي، وبجانبه الدكتور المصري عصام حجي |
وقد بدأت مركبة رشيد (روزيتا) رحلتها في مارس/آذار عام 2004، وبعد حوالي 10 أعوام من السباحة في الفضاء، قطعت خلالها المركبة 6.4 مليارات كيلو متراً عبر النظام الشمسي قبل وصولها إلى المذنب (67P) في 6 أغسطس/آب 2014.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014 انفصل المِجَّس فيله (Philae) عن المركبة الفضائية رشيد (روزيتا)، وهبط على سطح المذنب يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني بغرض إجراء بعض الأبحاث والتحليلات والاختبارات على مادة المذنب وخواصه الكيميائية والفيزيائية وإرسال المعلومات إلى الأرض.
إلا أن نظام تثبيت فيله على سطح المذنب فشل في عمله؛ ما تسبب بقفز المِجَّس عدة مرات، حتى استقر في موقع من الصعب أن يرى فيه الشمس ليشحن نفسه، وبقي يعمل مدة 3 أيام، قام خلالها بسلسلة من التجارب العلمية وإرسال النتائج إلى الأرض قبل أن تفقد بطاريته طاقتها، ويصبح غير قادر على الحصول على الطاقة التي يحتاجها من خلال الألواح الشمسية.
المركبتان حملتا اسم مدن مصرية إلى أبعد حدود المجموعة الشمسية - د.عصام حجي
ولعل أحد أهم الاكتشافات التي قدمتها المهمة هو اكتشاف وجود الأوكسيجين في الغلاف الجوي للمذنب، مع مواد عضوية على سطحه.
يقول مات تايلور (عالِم في مشروع المركبة روزيتا): "إن الفريق ناقش فكرة وضع المركبة في حالة سبات لسنوات قليلة، ثم محاولة إيقاظها حينما يزور المذنب 67P النظام الشمسي الداخلي مرة أخرى، لكن لم تكن هناك ثقة بأنها ستظل قابلة للعمل"، لذلك على مايبدو أنهم وجدوا إنهاء المهمة هو الحل الأمثل!
وقد أُطلِق على موقع هبوط مركبة روزيتا على المذنب اسم سايس (Sais)، نِسبةً إلى مدينة مصرية قديمة يُعتقد أنها الموطن الأصلي لحجر رشيد (Rosetta)، الذي سُمِيَّت به المركبة.
ويضيف مارتن:"يمكننا القول...رشيد عاد إلى الوطن"
صورة من المركبة روزيتا قبيل 20 متر من اصطدامها بالمذنب |
*مركبة روزيتا : أطلقت وكالة الفضاء الأوربية عليها هذا الاسم والذي يعني (حجر الرشيد) تيمناً بالحجر الذي اكتُشِفَ في مصر، وكان له الفضل في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة.
**مذنب تشوري/67P : واسمه الكامل تشوريوموف-جيراسيمنكو (67P/Churyumov–Gerasimenko).