💡

هل يمكن الزراعة على كوكب المريخ أو القمر ؟

هل يمكن الزراعة على كوكب المريخ أو القمر ؟


هل تذكرون فيلم رجل المريخ (the martian)؛ عندما قامَ رائدُ الفضاء بِزراعة البطاطا في تربةِ المريخ؟ هل هذا ممكن؟ هل يستطيعُ النبات أن ينمو في تربةِ المريخ؟ هذا ما سنعرفه الآن !

في جامعةِ فاغنينجن (Wageningen) الزّراعيّة؛ في هولندا، وبتمويلٍ بالشّراكة مع مشروع (Mars One)؛ المشروعُ الّذي يأملُ أن يُرسل متطوّعين في رحلةٍ بلا عودة إلى المرّيخ؛ قام العلماء بزِراعةِ نباتاتٍ في تربةٍ خاصةٍ جداً، إذ تمّ تكوين التربة المشابهة لسطحيّ القمرِ والمرّيخ على الأرض؛ مِن رمادٍ من الحُفر البركانيّة، ومخاريط الرّماد؛ الّتي تُعرّف على أنها تلالٌ ذات شكلٍ مخروطيّ حادّ من الحطام البركانيّ الذي يتراكمُ حولَ البركان صادرًا من فُوّهته، والّتي تكون رمليّة الملمس.

ومن ميزة التربة القمريّة أنها فقيرةٌ بالمعادن، ولها درجةُ حموضةٍ عالية، بينما تربة المريخ تحتوي كميّةً لا بأسَ بها من الكربون، وآثارَ نترات وأمونيوم.

تم ذلك في دفيئاتِ (بيوت بلاستيكية) في الجامعةِ الهولندية، وكانتِ الخطوةُ الأولى هي تحديدَ ما إن كان باستطاعة تلك النباتات النموّ في تلك الظّروف.

وكانت المفاجأة فقد نجحت عشرةُ أصنافٍ مختلفةٍ من المحاصيل بالفعل في النموّ !
إذاً استطاع العلماء إنماءَ نوعٍ مميّزٍ جدًّا من المحاصيل الزّراعيّة، وبأخذِ عيّنةٌ مِخبَريّة من النّباتات فقد نَمت لها جُذورٌ في التربة التي تحاكِي تلك الموجودة على سطحَيّ القمرِ والمرّيخ.

صورة من المحصول الذي نما في تربة قمرية مريخية !

أما الخطوةُ الثانية، فقد كانت اختبارَ صلاحيةِ النباتات الّتي نمت في تلك التّربة للأكل؛ مع الأخذِ بالاعتبار أن التربة الّتي نمت فيها هذه المحاصيل تحتوي بعضَ العناصر الثقيلة كالنحاس، الكاميديوم، أو الرّصاص.

كان هناك خوفٌ من ظهور تلك العناصر في النباتات، ولكن بعد خضوع أربعةٍ من تلك المحاصيل للتحليل المخبريّ وهي (الفجل، البازلّاء، الشّعير، والطّماطم)، وُجد أنّها آمنةٌ للاستهلاك البشريّ؛ في الواقع، كانت نسب المعادن الثّقيلة فيها أقلّ من تلك المزروعةِ في تربةٍ زراعيّةٍ عاديّة !

لكن، لعلّ السؤال الأكثر أهميّة لم تتمّ الإجابة عليه بعد؛ إذ يبدو أنّ أحدًا لم يأكل فعلًا من تلك المحاصيل الناتجة من التّجربة بعد.

قائد المشروع وعالمُ البيئةِ "ويجر ويملينك" قال في تصريحٍ صِحافيّ:
"أنا متشوّق فعلًا لأن أعلم كيف سيكون طعمُها"
وما تبّقى من المحاصيل ممّا لم يُختبر، يجب فحصُ ما إن كان صالحًا للاستهلاك البشريّ، أم لا !

المصدر