كيف تحول إعصار إيرما إلى عاصفة مدمرة ؟
فوق المحيط الأطلسي؛ وصل إعصار إيرما (IRMA) في قوته إلى الفئة الخامسة، مع أقصى هبوب للرياح بسرعة 185 ميل/ساعة (295 كيلومتر/ساعة)، وسرعة الرياح تلك تجعل من إيرما في مجموعة نادرة من الأعاصير. وقال فيل كلوتزباخ، وهو عالم أرصاد استوائي في جامعة ولاية كولورادو: "إن أربعة أعاصير أطلسية أخرى فقط سجلت سرعة رياح 185 ميلاً في الساعة أو أكثر".وغرد كلوتزباخ على تويتر "العواصف المرتبطة بإيرما تشمل عاصفة ويلما سنة 2005، وغيلبرت سنة 1980، وعاصفة غير مسماة سنة 1935 ضربت فلوريدا كيز". وكان أعلى تسجيل لسرعات الرياح فوق الأطلسي يعود لعاصفة عام 1980، وتدعى إعصار آلين الذي وصل لسرعة 190 ميل/ساعة (306 كيلومتر/ساعة). وتسببت العاصفة بهبوط أرضي في شمال المكسيك، كما أثرت في هايتي وجنوب تكساس، وتوفي نتيجة العاصفة حوالي 300 شخص.
إذاً فما الذي يقدمه إعصار إيرما؟ وما القاسم المشترك بين إعصار إيرما وآلين ؟
لقد نشأ كلاهما في دولة الرأس الأخضر. وقال المركز الوطنى للأعاصير (NHC) أن ما يسمى بأعاصير الرأس الأخضر هي عواصف تبدأ بانخفاضات استوائية لا تزيد عن 600 ميل (965 كم) من جزر الرأس الأخضر قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا ثم تصبح أعاصيراً قبل أن تصل إلى منطقة بحر الكاريبي. ووفقاً لـ NHC وسطياً يوجد اثنان من أعاصير الرأس الأخضر في السنة، وهما يتشكلان على الأكثر رجحاناً في آب أو أيلول. وقال نيل دورست أن ليس جميع الأعاصير القوية تتشكل في الرأس الأخضر. ونيل دورست خبير في علم الأرصاد الجوية يعمل مع قسم بحوث الإعصار التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. الأعاصير يتم دفعها بواسطة المياه الدافئة التي تتبخر بسرعة فتزيد من دوران العاصفة.أخبر دورست لايف ساينس أنه في ذروة موسم الأعاصير في أواخر آب وأوائل أيلول، هنالك ما يكفي من حرارة المحيط لعاصفة من الفئة الخامسة (تعرف بأنها واحدة ذات رياح مستمرة بسرعة لا تقل عن 157 ميل/ساعة أو 252 كم /ساعة)، لتتشكل تقريباً في أي مكان في المحيط الأطلسي الاستوائي. وقد ظهرت الأعاصير بالفعل في جميع أنواع الأماكن. وقال دورست إن إعصار كاميل، على سبيل المثال، كان مجرد انخفاض استوائي عندما اجتاز كوبا في 14 آب عام 1969. غير أن مياه خليج المكسيك الدافئة زادت قوة كاميل إلى إعصار من الفئة 5 في نفس الوقت الذي أدت إلى هبوط أرضي في المسيسبي في 18 آب من ذلك العام.
وقال دورست: "لكن أعاصير الرأس الأخضر لديها إمكانية مميزة للقوة، وذلك بسبب أن نقطة نشأتهم في الشرق الأقصى تمنحهم الكثير من الوقت قبل أن يشكلوا هبوطاً أرضياً". وأضاف "لديهم كل ذلك الوقت، حوالي الأسبوع، لينتظموا ويتقووا وما إلى ذلك، هذا السبب في كونهم عادة بهذا السوء".
كيف تشكل إعصار إيرما ؟
وقال دورست: " إن عاصفة مثل إيرما تبدأ كمجرد اضطراب جوي يخرج من ساحل غرب أفريقيا. هنالك حوالي 60 من هذه الاضطرابات العاصفة في السنة، وإن معظمهم يتلاشى دون أن يتحول إلى أي شيء أقوى. ولكن عندما تكون الظروف مناسبة، مع الكثير من الرطوبة الجوية، وحرارة المحيطات والسماء الهادئة بدون مجزات الرياح التي يمكن أن تخرب استدارة الإعصار المنتظمة، هذه الاضطرابات يمكن أن تتقوى إلى منخفضات استوائية، والتي تُعرف بسرعة رياح أكثر من 25 ميلاً في الساعة (40 كم / ساعة). عندما تصل الرياح إلى 39 ميلاً في الساعة (63 كم / ساعة)، يصبح الانخفاض عاصفة استوائية. عند 74 ميلاً في الساعة (119 كم / ساعة)، تضرب العاصفة أراضي الأعاصير.وقال دورست أن إيرما قد انتظم على طول طريقه الأطلنطي من خلال ارتفاع الضغط العالي إلى الشمال، الأمر الذى لم يدفعه فقط من الشرق إلى الغرب، بل ساعد أيضاً في تهوية العاصفة. وبما أن الإعصار يصب في الهواء الحار والرطب من سطح المحيط، باعتبار أن بخار مياهه يتكثف إلى سحب، فيجب عليه أن ينفس الهواء المعصور من أعلاه.
وقال دورست إن نظام الضغط في المستوى العلوي ساعد إيرما على القيام بذلك، وقد بدأنا فعلاً نرى التأثير المدمر لهذا الإعصار، فقد اجتاح جزر ليوارد وباربودا وسانت مارتن وبورتوريكو وسان بارتيلمي وكوبا وأنغويلا والأنتيل الفرنسية وجزر العذراء وباربادوس بالكاريبي، وحالياً يضرب مركز إعصار إيرما الجزر الجنوبية لولاية فلوريدا الأمريكية ، وأصدرت سلطات الولاية أوامر بإجلاء أكثر من 6.3 مليون شخص من السكان عن منازلهم خشية تعرضهم "لمخاطر على الحياة".