تقنية جديدة تكشف تاريخ الإصابات الفيروسية في جسمك بنقطةِ دمٍ واحدة !
توصل فريق من الباحثين من معهد هوارد هيوغز الطبي إلى تطوير تقنيةٍ جديدةٍ تمكن من الكشف عن كامل تاريخ الشخص من الإصابات الفيروسية، وذلك عبر تحليل قطرة دمٍ واحدة وفي آنٍ واحد !وقد صرح ستيفن اليدج الباحث في معهد هوراد هيوغز والمشرف على تطوير هذه التقنية: "لقد توصلنا الى وسائل تشخيص يمكن أن تحدد كل أنواع الفيروسات التي أصيب بها الشخص في الماضي".
"فيرسكان" Virscan؛ هو بديلٌ لتقنيات الفحص التقليدية التي تمكنك من فحص وجود فيروس واحد فقط في كل تحليل دم، ويمكن لهذه التقنية أن تكشف عن الإصابة بأكثر من 200 نوعٍ من الفيروسات، كما أن كلفة فحص عينة الدم زهيدة وتُقدر بـِ 25 دولاراً.
وترتكز هذه التقنية على البحث عن المواد التي يفرزها جهاز المناعة لمواجهة كل نوع من أنواع الفيروسات، فعند إصابة الجسم بفيروس، يقوم بصنع أجسام مضادة لهذا الجسم الدخيل؛ تتعرف على الفيروس عن طريق جزيئات بروتينية موجودة على سطحه فتعلق به و تقوم بمهاجمته و قد يبقى تكوين هذه الأجسام المضادة في الجسم لسنوات بل ولعقود.
لأجل ذلك قام الفريق بصنع 93 ألف جزء صغير من الحمض النووي لبروتينات فيروسية مختلفة، و زرعها في العينات لتتعرف عليها الأجسام المضادة و تعلق بها، وهذا يمكّن الباحثين من التعرف على كل الفيروسات التي تتواجد أو سبق لها التواجد في الماضي في جسم الشخص المسحوب منه نقطة الدم تلك.
يذكر أن هذه التقنية قد جُرِبَّت على 569 شخصٍ من الولايات المتحدة، وجنوب إفريقيا، والبيرو و تايلاندا، كما جربت على مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب 'الإيدز' و التهاب الكبد الفيروسي سي. وقد تم فحص أكثر من 100 تفاعل محتمل بين الأجسام المضادة و الأنزيمات الفيروسية التي استخلصوا منها –بتقارب كبير رغم اختلاف المناطق التي تم فحصها-. في المعدل؛ يحمل الشخص الواحد أجساماً مضادةً لعشرة فيروسات مختلفة، و يزيد العدد حسب بلوغ الشخص مثلاً فهو معرض أكثر من الطفل و حسب صحته. فمريض الايدز أكثر عرضة للإصابة من غيره كما أن قاطني الولايات المتحدة كانوا أقل عرضة للإصابات الفيروسية من البلدان الثلاث الأخرى.
و يذكر الفريق أن التقنية لا تزال قيد التطوير، و قد تفتح آفاقاً جديدةً في مجال التلقيح، كما أنها قد لا تهم فقط الإصابات الفيروسية، بل قد تمتد لتشمل بعض أمراض المناعة الذاتية المرتبطة بالسرطان أو أية عوامل أخرى مسببة للأمراض المختلفة.