💡

لمحة عن الطب عند المصريين القدماء

لمحة عن الطب عند المصريين القدماء

يُعَد المصريون القدماء من أقدم الشعوب التي مارست الطب في تاريخ الطب، ووصلت فيه إلى مستوى رفيع، وقد مارس قدماء المصريين كلٍ من: التشخيص، وحصر الأمراض، والتشريح، والجراحة، وبرعوا في التحنيط، ويشهد على ذلك هياكلهم والمومياوات العجيبة العديدة التي تحمل آثار عملياتٍ في مختلف أجزاء الجسم، بالإضافة إلى أنهم جعلوا من الكاهن والوزير أمنحوتب رمزاً للطب بعدما كان الكاهن الأكبر والبطل المُعالج، وقد أشاد هوميروس في قصيدته الأوديسا بمهارة الأطباء المصريين.

وعن أهمية الطب عند المصريين يقول جان شارل سورنيا:
"فنحن ندرك تفاصيله بشكل أدق وذلك بفضل دراسة المومياوات؛ هذه الجثث المجففة التي شُرِّحَت وحُلِلَّت وصُوِرَّت بالأشعة مئات المرات. وقد أثبت الأطباء المعاصرون وجودَ أمراضٍ مثل الروماتيزم الناتج عن التهابات اللثة بهذه المومياوات، ولم يعد خافياً علينا إصابة المصرين بأمراضٍ مثل عيوبِ التئام العظام المكسورة وتشوهات العمود الفقري إضافة إلى البلهارسيا التي انتشرت في البلد. ولا توجد حضارة قديمة واحدة أتاحت لنا مادة بمثل هذه الكثافة".

ومن أهم ما يميز الطب عند قدماء المصريين

1- انتشار ممارسة الطب بكثرة عند الكهنة لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بالمعابد، وكان يوجد باعتقادهم عدة آلهة لشفاء الأمراض؛ على غرار الإله توت نصير الأطباء، والآلهة إيزيس التي يُتضرَّعُ لها لشفاء الأمراض المستعصية. ثم بعد ذلك نشأت فئة الأطباء من غير رجال الدين بالاعتماد على العقاقير والجراحة وظهر الأخصائيون.

2- العلاج بالأعشاب: فقد عرف المصريون القدماء علاجاً بالأعشاب لكثير من الامراض مثل: الربو، والصداع، والحروق والأمراض الجلدية، ومساعدات الجهاز الهضمي، وآلام الصدر، والصرع، والإمساك والقيء.

3- الأطراف الاصطناعية: يبدو من خلال الآثار المكتشفة أن المصريين القدماء قد عرفوا بطريقة ما تعويض الأعضاء المبتورة بأخرى اصطناعية، فكما يبدو بالصورة إصبعَ قدمٍ اصطناعي مصنوع من الخشب والجلد.

إصبع قدم اصطناعي مصنوع من الخشب والجلد صنعه المصريون القدماء

4- التخصص والبرديات (نوع قديم من الورق يصنع من نبات البردي): لقد دوَّن المصريين معارفهم ومعلوماتهم الطبية على أوراق البردي ومنها: بردية كون التي تكاد تكون خاصة بالأمراض النسائية، وبُردِيَّة سميث (Edwin Smith Papyrus) التي تختص بالأمراض الجراحية، وبردية إيبريس (Ebers Papyrus) التي أكثر موضوعاتها في الطب الباطني والعقاقير الطبية وأمراض القلب والتشريح. وكما يلاحظ أن محتويات هذه البرديات الثلاث قد صنف حسب الاختصاصات الثلاث: الباطنية والجراحية والنسائية وهذا التقسيم نفسه المعمول به في هذه الأيام تقريباً.

بردية إدوين سميث

ختاما نذكر أن تطور الكتابة الهيروغليفية وبراعة الشعب المصري في حفظ الجثث (المومياوات) ساهم بشدة في وصول أعمالهم الطبية لنا، واكتشافها في هذا العصر.

مراجعة: فراس كالو

المصادر

  1. تاريخ الطب جون شارل سونيا ص 30-40
  2. تاريخ الطب ويليام باينم ص 15-29
  3. ancient.eu
  4. ncbi.nlm.nih.gov
  5. ancient-egypt-online.com