هل تهدد روبوتات بوسطن ديناميكس العالم ؟!
في كل مرة تنشر فيها مؤسسة بوسطن ديناميكس فيديو جديد لأحد روبوتاتها وهو يتحرك حول المختبر؛ تتسبب بضجة واسعة حول العالم بأنها أولى علامات روبوتات نهاية العالم التي لا مفر منها، فهل تهدد روبوتات بوسطن ديناميكس العالم حقاً ؟!حالياً لا داعي للخوف من الروبوتات !
أثناء عرض أحد هذه الفيديوهات ومع نصيحة صغيرة من بعض الخبراء سيمكنك الفصل بين اللغط والحقائق، فإذا أردت أن تتصرف كخبير روبوتات؛ فإن إحدى أولى الأشياء التي يجب عليك القيام بها هو أن تكون انتقادياً حول عدم نشر شركة بوسطن ديناميكس (Boston Dynamics) ما يكفي من نتائجها، باعتبارها شركة خاصة أكثر من كونها كياناً أكاديمياً؛ الأمر الذي يجعل من الصعب معرفة ما يحدث حقا داخل الروبوتات.
يقول إيونيس هافوتيس؛ الباحث في مجال الروبوتات التي تركز على تحريك الساق في معهد أوكسفورد روبوتيكس:
"لدينا فكرة حول النهج التي يستخدمونها، ولكن بغض النظر عن بعض الأبحاث، لا يمكننا سوى التخمين عما يقومون به".
بناءً على فهم العمليات الحسابية والهوامش الداخلة في أنشطة الروبوتات، فالموهبة في سلوك روبوتات بوسطن ديناميكس هو أن لديها هامش من الخطأ أكبر من أي روبوتات أخرى.
يقول تريشانثا ناناياكارا، القارئ في هندسة التصميم والروبوتيات في معهد إمبريال لندن:
"لا تقلق بوسطن ديناميكس حول الدقة دون المليمتر، إلا أنها تهتم بالدقة الوظيفية، الروبوت أطلس متوسط الاستقرار، لذا فهو مستقر معظم الأحيان؛ هنالك احتمالية بحدوث الخطأ ومع ذلك فهم يجازفون؛ معظم الروبوتات لا تقوم بمثل تلك المجازفة"
إن تعبير متوسط الاستقرار يعني أن روبوت أطلس بحاجة لأن يوازن نفسه كي يبقى منتصباً، تماماً مثل الإنسان، ويتابع: "ولكن حتى شقلبات أطلس تتطلب لوحدها حسابات معقدة جداً للقيام بالقفز، ثم عندما تهبط تقوم بالتصحيحات، وليس عليها أن تكون مثالية، بل يكفي أن تكون جيدة كفاية."
بعض تجارب بوسطن ديناميكس الأخرى مع الحركة على التضاريس غير المنتظمة أو الصعبة مثل العشب أو الثلج؛ يمكن أن تستخدم هامشاً أوسع من الأخطاء (يمكنك مشاهدتها في الفيديو).
ولكن المهم لدى ناناياكارا هو الموعد النهائي في إنهاء الحسابات والذي في حالة روبوت الكلب الكبير هو لحظة عدم وقوع الروبوت بعد أن يقف.
الروبوتات ليست مستقلة تماماً
ربما يكون أحد أكبر المفاهيم الخاطئة حول روبوتات بوسطن ديناميكس هو أنها تكمل هذه الأعمال دون مساعدة خارجية. في الواقع؛ ليس سراً أن هناك حاجة ماسة إلى المساعدة البشرية؛ يشرح ناناياكارا قائلاً:"يتم ذلك في الغالب من قبل البشر والتحكم عن بعد، ولكن هنالك حوسبة تجري في الروبوت هناك بعض وحدات التحكم الصغيرة جداً، ولكن تحصل على بعض المساعدة عن طريق التدخل عن بعد، هنالك إنسان في الحلقة، ولكن هناك عنصر من التحكم الذاتي"
يعتقد ناناياكارا بأنه دائماً سيكون هناك مجالٌ للإنسان والروبوتات للتعايش؛ حتى لو استولت الروبوتات على نسبة كبيرة من وظائف التصنيع، فمن المرجح أن يزيد هذا من قيمة البشر. ويقول "القيمة البشرية ليست في الجسم، بل هي في العقل".
ويصنف هافوتيس المخاوف حول الروبوتات على الأفراد أو المجموعات في حال سيطرة الشر عليها، ويقول "هذا يمكن استخدامه بطريقة سيئة، ولكن هذا هو الحال مع كل تكنولوجيا أخرى، يمكن استخدامها بطريقة جيدة، كما يمكن استخدامها بطريقة سيئة؛ هناك الكثير من الإيجابيات التي يمكن أن نتوقعها من تطوير تكنولوجيا الروبوتات"
هافوتيس معجب بـ "المتانة والموثوقية" للأجهزة، والقادرة على التعامل مع جميع أنواع الظروف والعقبات، وكذلك بمدى فعالية الروبوتات في الحركة، "إذا نظرت إلى الروبوتات المتنقلة الأخرى فإنها تتحرك ببطء وحذر شديد، وهذا هو الفرق الرئيسي بينها وبين بقية الصناعة الروبوتية ".

