هل الوحدة مُعدِيَّة ؟ وما علاقتها بقلة النوم ؟
ترتبطُ العديدُ من الآثار الصحيَّةِ السَّيئةِ بقلةِ النوم، ويقول الباحثون أنَّ قلةَ النومِ يمكنها أن تسبِّب الوحدة، ويمكن أن تكون معديةً !
تشير دراسةٌ جديدةٌ إلى أنَّ حرمان الناس من النوم يؤدي إلى مضاعفة شعورهم بالوحدة، ومحاولة عدم التواصل مع الناس، والحفاظ على الحدود النفسية والجسدية بينهم، ويحكم عليهم هذا الشعور أن يكونوا وحدهم، والميل إلى العزلة وتجنبِ الناسِ مقارنةً بالوضع الطبيعي إذا توفَّرَ لهم النوم الجيد.وما يثير الدهشة هو النتائج التي توصَّل إليها الباحثون، فعندما وضعوا مجموعةً من الأشخاص الذين يتناولون قسطاً جيداً من الراحة، مع شخصٍ يشعر بالوحدة نتيجة قلة النوم؛ تسرَّب الشعور بالوحدة إلى الفئة التي تناولتْ قسطاً مناسباً من الراحة !
باحثون العزلة الاجتماعية قد ترتبط بقلة النوم !
إيتي سايمون، زميل دكتوراه في مركز علم النوم البشري في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، قال في بيان له أنه: "بدون نوم كافٍ، نصبح منعزلين اجتماعياً، والوحدة سرعان ما تنطلق"."ربما ليسَ من قبيل المصادفة أنَّ العقود القليلة الماضية شهدت زيادةً ملحوظةً في الشعور بالوحدة ونقصاً هائلاً في مدة النوم".
اختبر الباحثون 18 شخصاً من البالغين الأصحاء في نومهم؛ مرةً ينامون بشكلٍ عاديٍّ، وأُخرى بعد حرمانهم من النوم طوال الليل، حيث قام المشاركون بأداءِ ما يسمى "مهمة المسافة الاجتماعية" ، حيث سار شخص باتجاههم، وقال المشاركون للمشاة "توقفْ" عندما اقتربوا منهم ووصلوا إلى المسافة التي يبقيها الناس عادةً بين أنفسهم والغرباء، كما قامَ المشاركون بأداء رد فعلٍ مماثلٍ أثناء فحصهم لأدمغتهم ومشاهدة مقطع فيديو لشخصٍ يسيرُ باتجاههم.
أثناء كل من المهمة الشخصية والفيديو، أبقى المشاركون على "مسافة اجتماعية" أكبر عند حرمانهم من النوم ، مقارنةً بالوقت الذي استراحوا فيه، ووجد الباحثون أن المسافة التي شعر بها المريض بالارتياح زادت بنسبة تتراوح بين 13 و18 في المئة عندما حُرِمَ هذا الشخص من النوم.