ألزهايمر وأزمة منتصف العمر !
تخيل أنك في عمر 55 عاماً وتطلب من أمك أن تساعدك في تحضيرات الزفاف، أو أن يركب أطفالك الحافلة وفجأة ينسى السائق البالغ 57 عاماً الطريق ! هل تفاجأت ؟ إنها سيناريوهات حقيقية لمرضى الزهايمر؛ رغم عدم وجود الشعر أبيض، والتجاعيد بالوجه، إلا أنه 5% من مرضى الزهايمر أقل من 65 سنة، تُرى ماالسبب ؟؟
يُعد تَراكم بروتينات تدعى (amyloid) و(tue) في المخ المسبب الرئيسي للزهايمر، وتوجد علامات مختلفة للدلالة على المرض في الفئات المختلفة، فمثلاً المرضى تحت عمر ال65 يواجهون صعوبات في اللغة والمعالجة البصرية والتخطيط والتنظيم وهناك أيضاً أدلة على أن الزهايمر يتطور بشكل أسرع.
الطريق إلى تشخيص الزهايمر طويل ومتعرجٌ للغاية ! والتشخيص الصحيح ضروري خاصةً للفئات العمرية الأصغر سناً، فهم غالباً لا يزالون يعملون ومسؤلون في حياتهم عن أطفال و أسرة، وغير ذلك من الإلتزامات، ومن المغالطات التى يواجهها المجتمع، أن الناس يبررون شكوى المريض أنه ربما يواجه الإكتئاب أو أزمة منتصف العمر !
في كثير من الأحيان ، سيلاحظ المرضى الأصغر سناً تغيرات في إدراكهم خاصةً في المراحل المبكرة جداً، يلاحظون صعوبة متزايدة في التنظيم أو التخطيط وقد ينسون كيفية القيام بالمهام المعقدة أو نسيان المواعيد، ويكون ضعف الإدراك أكثر وضوحاً عند الإنتهاء من المهام الشاقة للغاية في العمل، وغالباً ما يُشخص الطبيب هذه التغييرات الإدراكية بالإكتئاب وليس الزهايمر .
حتى يتم التشخيص الصحيح للمرض، غالباً تختلط التفسيرات الخاطئة على الأطباء، مما تجعل المريض يدخل في صراعات نفسية مع العائلة، الأصدقاء والزملاء، وقد تصل في بعض الأحيان إلى إنفصال الأزواج، كما أنه من الصعب على الأطفال أن يفهموا التغير الحادث في شخصية الأب أو الأم الذين يواجهون المرض .
على الرغم من عدم وجود علاج لمرض ألزهايمر، إلا أن هناك تجارب سريرية تستهدف البروتينات غير الطبيعية التي تتراكم أثناء المرض ويمكن إستخدام دواء عرضي - مثل مثبطات الأستيل - التي يمكن أن تساعد في الذاكرة.
ولذلك، نشجع أسلوب حياة صحي يتضمن التمارين الهوائية لأن الأدلة تظهر أن هذا يمكن أن يبطئ تلك الإنتكاسات ، كما أن عليكم أن تظلوا نشطين بشكل علمي وأن تستمروا في التعلم للمساعدة في الوقاية من تلك الأمراض، وتقديم المساعدة والدعم النفسي لهؤلاء المرضى.
البحث المستمر مطلوب لفهم هذا المرض بشكل أفضل. بينما نبحث عن علاج ، نحتاج إلى تقدير الاحتياجات الخاصة لهذه الفئة. نحن بحاجة إلى استهداف البحوث والخدمات لتقديم خدمة أفضل للمرضى وأسرهم.