💡

نظرية الجندر ومفهوم الجندر

نظرية الجندر ومفهوم الجندر

تمهيد

بدايةً عزيزي القارئ إذا وجدت أن العنوان غريباً، فهذا طبيعي، وهذا الاستغراب أصابني أول مرة عندما سمعت بها، لأبحث عنها أكثر وأنقلها لكم، حتى يزول الغموض فهي نظرية موجودة فعلاً وهذا ماسنبينه لكم في مجموعة مقالات عنها.

مفهوم الجندر

ظهر مفهوم الجِندِر بدايةً في ثمانينات القرن العشرين، كمصطلحٍ استُخدِم وتداول في قاموس الحركات النسوية التي ظهرت في أميركا الشمالية ومن ثم أوروبا الغربية عام 1988م.

أما أول ظهور دولي لكلمة (جندر Gender) كان في مؤتمر السكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994م، وقتها كان لفظاً غامضاً ومريباً عزيزي القارئ كما هو الأمر بالنسبةِ لك، ولم يُحدد له مفهوماً أو معنى دقيق له، مما أوجد جدلاً واسعاً في العالم العربي و الإسلامي، لأن ما حوته تلك الوثائق كان نَسَقاً من المصطلحات غير واضحة المعالم، وذلك على طريقة دعاة العولمة عندما يمررون نظرياتهم في المجتمعات على صورة مصطلحات غير واضحة، فتنطلي على العامة.

ليأتي بعدها المؤتمر الدولي الرابع حول المرأة الذي عقد في بكين عام 1995م، ليؤكد أن هذا المفهوم هو نظرية عامة تنتشر مبادئها في بنود الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة أو الشباب، حيث ذكرت كلمة الجندر (254) مرة خلافاً لمؤتمر السكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994م فلم تذكر كلمة الجندر سوى ( 51 مرة).


وقبل أن نتناول التعاريف والمفاهيم التي تناولت نظرية الجندر، لابد أن نشير إلى أن هذا الاسم كان يُطلق إلى زمن قريب أما اليوم، فقد تم استبدال كلمة (نظرية) بكلمة (دراسات) ليصبح مصطلح (دراسات الجندر) عنوانا دارجاً في كل السياقات التطبيقية والنظرية.

والسبب هو ما يشير إليه عراب البروباجاندا المعاصرة إدوارد بيرنايز (1891-1995) في كتابه الشهير (بروباجاندا)، إذ يشير إلى أهمية تغيير الأسماء التي تُشكِّل عائقا أمام كسب الرأي العام!

وهي الوصفة التي تبنّاها مروجو النظرية لتتحول هذه الأيديولوجيا من مجرد نظرية قابلة للنقاش والنقد وحتى النقض، إلى مُعطى لا يقبل النقاش باعتمادها على مصطلح (دراسات) للإيهام بطبيعته (العلمية) دعماً لفكرة حرية الإنسان في اختيار ما يطلقون عليه اسم (الهوية الجندرية).

المصادر

  1. تحديدات جديدة لمفاهيم الأنوثة والذكورة... - دار الحياة - تاريخ النشر 6 مارس-2004
  2. الجندر المفهوم والغاية - الدكتورة نورة السعد: http://www.alriyadh.com/15331