الطب عند اليونان أو الإغريق

الطب عند الإغريق، الطب عند اليونان، أبقراط، أبو الطب، الطب

الطب عند الإغريق (اليونان)


مازلنا مع سلسلة تاريخ الطب في عصور ما قبل الميلاد، وسنتحدث اليوم عن الطب في الحضارة الإغريقية (اليونان)، وسنتطرق إلى الحالة العامة، وأهم الأفكار وأهم شخصية طبية عندهم.

في الحضارة اليونانية كان يسيطر على ساحة العلم والمعرفة: الفلسفة وكهنة المعابد، فكان الطب لا يخرج عن هذين المصدرين، أي بمصطلح أدق لم يكن تحت سيطرة المنهج التجريبي.

وكانت شائعة فكرة الطبيب الكاهن، وأن المرض عبارةٌ عن غضب من الآلهة أو قوى سحرية، فيتم العلاج بالنظر إلى أفعال المريض ليعرف ماهية التجاوزات التي قام بها فسببت له هذه الأمراض، ويتم توجيه المريض إلى أحد المعابد -أشهرها معبد إبيداوروس- الذي يخضع لسيطرة الكهنة الذين يستقبلون المرضى، وأقصى ما يفعلونه هو تفسير المرض على أساس الأحلام.

أبقراط ومرحلة الطب عند فراش المريض

في القرن الرابع قبل الميلاد عاش أبقراط  أشهر أطباء الأقدمين وسعى إلى أن يجعل الطب علماً موضوعياً ويعطيه شكلاً متكاملاً، فكان يتبع في فحصه الاستجواب والقرع والجسّ، كما كان يدقق في مفرغات المريض ويدرس الشروط التي يعيش فيها من مكان وغذاء ومناخ. إلا أن بعض تفسيراته لم تخل من التأثر بالفلسفة إذ كان يأخذ بنظرية الأخلاط الأربعة (الدم والبلغم والصفراء والسوداء) ويقول إن الإنسان يتمتع بالصحة الكاملة إذا امتزجت هذه العناصر بنسبها الصحيحة، أما في حالات المرض أو الموت فينقص بعضها أو يزيد أو يفسد، كما يقول إن هذه الأخلاط تتأثر بالجو والطعام ومزاج الفرد واختلاف محيطه. إلا أن ملاحظاته عن تأثير العمر والفصول والمناخ وغيرها تستحق الاحترام.

ويشار كذلك إلى أن الطب اليوناني في عهد أبقراط قد تقدم تقدماً ملحوظاً من الناحيتين الفنية والاجتماعية، فقد كان الأطباء اليونان قبل أبقراط ينتقلون من مدينة إلى أخرى كلما دعتهم الحاجة إلى هذا الانتقال، أما في عهده فقد استقروا في مدنهم وافتتحوا مكاتب وأماكن للعلاج (Iatreia) شبيهة بالعيادات الحالية من حيث المبدأ؛ يُعالِجون فيها المرضى تارةً، ويعالجونهم في منازلهم تارة أخرى، كما يُنسب لأبقراط القسم الطبي الشهير الذي يؤديه خريجو الطب عند تخرجهم.

فكرة الأخلاط الأربعة Humorism

يعتبر مذهب الأخلاط الأربعة أقوى إطار في متناول الطبيب في ذاك الوقت لتفسير الصحة والمرض: وهو أن فيسيولوجيا الجسم تقوم على أربعة سوائل وهي التي تضمن السير الصحيح للجسم، وإذا حدث أي خلل أو فائض في أحدها يؤدي ذلك إلى حالة مرضية وهذه السوائل هي الدم والبلغم والعصارة الصفراء والسوداء، وبقي هذا المذهب منتشراً في الحضارة الغربية حتى القرون المتأخرة إلى أن تلاشى تدريجياً في القرن التاسع عشر

المصادر
eucosmia.com
كتاب تاريخ الطب، ويليام باينم، ص 15-29



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-