💡

الهوية الجندرية والمجتمع

الهوية الجندرية والمجتمع


تعرفنا معكم في المقالات السابقة على مفهوم الجندر وعلى تعريف الجندر والفرق بين الجندر والجنس، واليوم سنتناول معاً مفهوم الهوية الجندرية.

الهوية الجندرية:

من تعريفات الجندر التي استعرضناها نستنتج أن هناك فصلاً في النظرة إلى الأنوثة والذكورة، بين البنية البيولوجية وبين البنية النفسية والأدوار الاجتماعية للأفراد التي يكتسبوها من المجتمع.

وبالتالي فإن المجتمع و تربية الأسرة هما العاملان الحاسمان في تكوين النفسية الأنثوية أو الذكورية بغض النظر عن الطبيعة العضوية، وكما توضح تلك التعاريف فإن الهوية الجندرية ليست بالولادة، إنما تتشكل هذه الهوية وفق العوامل الأسرية والمجتمعية وهي تتغير وتتوسع بتأثير تلك العوامل كلما نَمَا الطفل.

نعني مما سبق أن الفرد من الذكور إذا تأثر في نشأته بأحد الشواذ جنسيًّا، فإنه قد يميل إلى جنس الذكور لتكوين أسرة بعيدًا عن الإناث، والعكس صحيح.

إضافة لهذا الشذوذ، يرى مروجو (الجندرية) أنه من الممكن أن تتكون هوية جندرية لاحقة أو ثانوية ليصبح لدينا جنس ثالث مثلاً، هذه الهوية الثانوية تتطور ايضاً وتطغى على الهوية الجندرية الأساسية.

والمسبب في رأيهم اكتساب الفرد أنماط جديدة من السلوك الجنسي في وقت لاحق من الحياة، وأن أنماط السلوك الجنسي النمطية وغير النمطية كالعلاقة بين الجنس الواحد تتطور لاحقًا.

هذا التطور في أنماط السلوك الجنسي تمثل جلياً في كتاب "الأسرة وتحديات المستقبل" والذي أصدرته الأمم المتحدة، والذي وضح أن الأسرة يمكن تصنيفها إلى 12 شكلاً ونمطًا، ومنها أُسر الجنس الواحد الشواذ.

وبالتالي نستنتج أن هناك محاولات لتمرير موضوع الشذوذ الجنسي عالمياً من خلال هذه التقسيمات الجديدة للأسرة، وإظهاره على أنه شيء طبيعي يمكن أن يتقبله المجتمع.

في المقال القادم نستعرض خطورة مفهوم الهوية الجندرية والقضايا التي تحاول البرامج الجندرية التصدي لها.

المصادر
1- الجندر، المفهوم والحقيقة والغاية - حسن الوالي
2- المرأة بين الجندرة والتمكين - رأفت صلاح الدين
3- الأسرة وتحديات المستقبل - الأمم المتحدة