بعيداً عن الأحلام والخيال العلمي؛ لو أنك تعيش في المستقبل الآن وعندك التقنيات اللازمة لتجعل السفر عبر الزمن ممكن أو لديك آلة الزمن للعودة بالزمن وحضور دعوة عالم مثل أينشتاين لحفلة خاصة بالمسافرين عبر الزمن؛ هل كنت ستتردد ولو لِلحظة واحدة لحضورها ؟ هذا ما يجيبنا عليه العالم ستيفن هوكينغ !
كان عالم الفيزياء النظرية الراحل ستيفن هوكينغ محباً للتجارب البسيطة؛ لذا حاول حل أحد أقدم الأسئلة للبشرية: هل سيكون البشر قادرين على السفر عبر الزمن يوماً ما ؟في أحد أيام عام 2009 أقام هوكينج حفلة للمسافرين عبر الزمن ، ولم ينشر الدعوات لهذه الحفلة إلا بعد انقضاء الاحتفال، تقول الدعوة: "أنت مدعو بحرارة لحضور حفل استقبال للمسافرين عبر الزمن الذي يستضيفه البروفيسور ستيفين هوكينج". "سيعقد في الماضي ، في جامعة كامبردج جونفيل وكلية كايوس ، شارع ترينيتي ، كامبريدج". كما أضاف خط الطول وخط العرض ، وحددها بتاريخ 28 يونيو 2009.
افترض هوكينغ أنه لو حضر الناس فسيكون ذلك دليلاً على أن السفر عبر الزمن حقيقي وممكن، ولكن ستيفن أصيب بخيبة أمل نظرًا لعدم حضور أحد، فاستنتج أن السفر عبر الزمن ليس حقيقياً وغير ممكن، على الأرجح، وقال هوكينج في بيان له: "جلست هناك لفترة طويلة ، ولكن لم يأت أحد".
ولد هوكينج في أكسفورد ، إنجلترا ، عام 1942، ودرس علم الكونيات في كامبريدج، وحاول العمل على فرضية نظرية كل شيء، لكنه توفي عام 2018 قبل الوصول لإثباتها، وله دراسات حول التسلسل الزمني، وأبحاث في علاقة الديناميكا الحرارية بالثقوب السوداء، و أثبت نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً وسمي هذا الإشعاع باسمه "إشعاع هوكينغ" واستعان في إثباته بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية.
ما علاقة هذه الحفلة بالسفر عبر الزمن ؟
افترض هوكينغ أن التاريخ لو سجل مثل هذه الدعوة لعالِم فيزياء مشهور فلن يتردد أحدهم لحضور هذه الحفلة، وأول ما يتبادر إلى أذهاننا جميعاً بالتأكيد سيحضر أحدهم الحفلة إن تمكن من الوصول والحضور، وهي فعلا تبدو إجابة بديهية ومنطقية وصحيحة، لكن أحداً لم يحضر !وقد يقول شخص بأن الموضوع عادي فربما لم يسمعون بهذه الدعوة، ولكن عذرًا سيكون الكلام صحيحاً لو أنها خرجت من شخصية مغمورة أما عندما تخرج من عالم معروف ويدونها التاريخ عبر صفحاته، فالأمر مختلف.
فلو كنت مسافراً عبر الزمن وقرأت الخبر بغض النظر عن أي حضارة تنتمي إليها أو أي زمن قادم فأنت ستسارع بالتأكيد لكسب هذا التحدي المفتوح زمنياً.
بمعنى أن إنسان المستقبل مهما كان التاريخ بعيداً لو امتلك التقنية اللازمة للسفر عبر الزمن فلن يتردد لحظة واحدة لكسب هذا التحدي العلمي، أو سيدفعه فضوله على الأقل لقبول الدعوة وحضور الحفلة والعودة بالزمن لِلقاء ستيفن هوكينغ، ولن تضيع الفرصة إطلاقا لتدخل التاريخ بأنك المسافر الذي حضر حفلة ستيفن هوكينغ للمسافرين عبر الزمن، ولكن المفاجأة لم يحضر أحد!
وبالتالي يبدو منطقياً من هذه التجربة أن السفر عبر الزمن مستحيل وأنه لا يمكن السفر عبر الزمن أو العودة بالزمن مهما تقدمت التكنولوجيا البشرية، وإلا حضر أحدهم حفلة ستيفن هوكينغ ولم يصاب بخيبة أمل !